حينما تتحدث عن اللمسة الساحرة والأناقة في مغازلة الكرة لامناص أن ينال منك علو كعب فتى ودادي ،أبدع فأطرب على المستطيل ، وبين أحياء درب السلطان وبحي كريكوان ، بزغ هذا الاسم ، والذي شق طريقه بثبات ، نحيف الجسم وقوي التركيز ، شبهوه بالجوهرة السوداء ، وقالوا عنه خليفة عزيز بودربالة ،
بمراوغته الذكية وحسه في التمرير العميق ، إنه أيوب سكومة لاعب موهوب بجلباب اللاعبين المحترفين ،
ينظر إلى الاحتراف ويفضل الدوري الفرنسي لتأثره باللاعب الفرنسي تيكانا وقلبه مع الوداد ، ثقته في نفسه لاحدود لها ، أيوب سكومة يفتح خطه للتواصل مع زوار البطولة كوم من خلال هدا الحوار :
أيوب تعيش وسط حي آهل بالرجاويين الا تهاب ذلك ...؟
أظن أن درب السلطان مقسم بين الرجاويين والوداديين ، فأحياء تعشق الوداد وأخرى الرجاء، وحسبما أعرفه ، فإن درب كري كوان الذي أقطن فيه يتوفر على ماهو رجاوي وودادي ، لكن كيف أهاب أو أخاف بهذا المعنى داخل حي ومنطقة احترمهم كما يحترمونني وما يهمهم هو أن أكون شجاعا على رقعة الملعب.
بالمقابل قد شربت عشق الوداد أليس كذلك؟
بطبيعة الحال ، فأنا شربت عشق الوداد منذ صغري وأسرتي بالإضافة إلى والدي كلهم وداديين ولن أغير الأحمر إلا بالأحمر خارج المغرب . وهذا من فضل ربي وللولدين وإخوتي الفضل الكبير ، فبعدما استهوىتني الكرة وأنا أشارك زملاء الحي في العديد
من المباريات الودية واللقاءات الخاصة بدوري الأحياء مما سهل علي الاندماج بسرعة والتفكير في الالتحاق بالوداد.
وكيف تم التحاقك بالوداد البيضاوي ؟
عمري أنداك لن يتعدى الإحدى العشرة سنوات ، كنت مولوعا بالكرة ، وبينما أشارك في إحدى المباريات كانت المتابعة من طرف أحد محبي الوداد الذي اقترب مني وقتها وأقنع أسرتي بإلحاقي بمدرسة الوداد منذ سنة 1997 حيث تدحرجت عبر جميع الفئات إلى أن أتيحت لي الفرصة لمجاورة الفريق الأول .
ومن كان له الفضل في إلحاقك بالفريق الأول ؟
لقد كنت أمارس ضمن شبان الوداد ، وحين تعاقد الفريق مع المدرب البرتغالي فينغادا ، هذا الأخير تابعني غير مامرة ، ليلحقني بالفريق الأول ومباشرة بعد مغادرته للوداد ، ضاعفت جهدي حتى أكون عند حسن ضن المدرب القادم للوداد وبالفعل عندما التحق المدرب البلغاري ماركوف ، احتفظ بي بعدما اطلع على مؤهلاتي ،وضمني ضمن لائحة الفريق الأول ، وخضت منافسات الدوري الوطني ودوري أبطال العرب .
هل تعتقد أن للوداد مجموعة قادرة على كسب الرهان؟
صراحة لدينا ترسانة بشرية قادرة على بلوغ مرادها وهو الحفاظ على اللقب الوطني ، فالله الحمد نملك طاقات في المستوى كما ونوعا بمقدورها أن تشرف الوداد وتدافع عن ألوانها حتى آخر نفس ، وأظن أننا سنقول كلمتنا هذه السنة بفضل مساندة الجمهور حتى في المباريات الإعدادية .والوداد لاينقصها الرجال وعلينا أن نتق في إمكاناتنا وأن نكون عند حسن الظن وليس أمر الحفاظ على اللقب بعزيز إذ واصلنا الاجتهاد والعمل .
الوداد مدرسة ...إلا أننا نلاحظ سياسة الفريق الأحمر تعتمد توظيف لاعبين من الداخل والخارج ؟
إنها عين العقل باعتبار التوفيق بين المحليين ، فالأول يبقى دم الوداد ساريا ويكافئ العمل الذي تقوم به الأطر المكلفة بالناشئين ومركز تكوينهم ، وهو أسلوب متتبع في أكبر الأندية التي تصدر اللاعبين في إطار الاحتراف ، والحل الثاني يتماشى مع ما تقوم به اكبر الأندية في العالم والتي تجلب بعض اللاعبين باعتبار التزاماتها في إطار اللعب على الألقاب .
وبماذا تذكرك كلمة : من قتل سكوما ؟
جمهور الوداد ، ليس بدخيل على الكرة ، فهو ذواق يعشق الكرة والوداد ، ويفهم أبجدياتها ، عندما آمن بقدراتي وهو يتابعني ضمن فئة الشباب ، طالب بطرقه الخاصة بإشراكي في المباريات الرسمية للفريق الأول، وهنا لابد من التذكير بشيء يصب في هذا الاتجاه هي تلك اللافتة التي تحمل عبارة "الزاكي قتل سكوما "، وما أثلج صدري عندما بدأ الجمهور يردد شعارات جعلتني أحس بعبء كبير اتجاهه وأكن له كل التقدير والإحترام.
لكنك تسببت آنذاك في مشكلة بين الزاكي والجمهور ؟
لاأظن ذلك ، فالمدرب بادو الزاكي يعتبر بمثابة الأب والأخ والمربي والمكون ، فحين كتبت تلك اللافتة وكان الجمهور وقتها ينادي باسمي ، ليس بقصد أن الزاكي قد همشني ، بل العكس فقد عاودتني آنذاك الإصابة وحرمتني من العودة بسرعة إلى الملاعب ، ولما شفيت عدت بقوة وأقحمني الزاكي في العديد من المباريات .
ألا يفكر أيوب في الاحتراف ؟
أعتقد أن كل لاعب كيفما كان نوعه، خاصة حينما يمارس في بطولة هاوية، غالبا مايطمح ويتطلع إلى الاحتراف والبحث عن ذاته، لذا فإنني أسعى إلى بلوغ هذا الهدف وذلك من أجل تطوير إمكانياتي الكروية وتحسين وضعي الاجتماعي والمادي ، ولن يكتمل هذا إلا باحترافي بالبطولة الأوروبية، وارفض الاحتراف ببطولات دول الخليج .
ما قصة اقتراحك لتجسيد شخصية المرحوم العربي بنمبارك؟
فعلا تم الاتصال بي ومناقشتي في موضوع لعب دور أسطورة الكرة المغربية المرحوم العربي بنمبارك، حيث فاجئني الأمر على اعتبار أن ذلك يعد شرف لي ولأسرتي وفريق الوداد ، كما لي الشرف أن أجسد هاته الشخصية الكروية ، رغم محدودية معرفتي لشخصيته الخاصة، فقد سمعت عنه الكثير، وأن اقتراح تقمص دوره وهو صغير سيجعلني موشوما في كتاب تاريخ الكرة ، وصدقني أنني أحسست أمام مسؤولية كبيرة وكبيرة جدا ولابد من توظيف ذلك داخل القلعة الحمراء.
هل الوداد مدعوة للحفاظ على نمطها خلال الموسم الحالي ؟
باعتماد النمط الاحترافي ، من طرف مكونات الوداد ، والانتدابات الوازنة هذا الموسم ، وعودة أبناء الدار في شخص كل اللاعبين المتمرسين وذوي الخبرة ، سيجعل من الوداد فريقا متكاملا و قادرا على المحافظة على تلك السمنفونية المتمثلة في اللعب الفردي والجماعي، والتي ظهربها الموسم الماضي ، وأظن أنه نفس السيناريو الذي سيتكرر هذا الموسم إن شاء الله .
لكن لماذا لم يظهر الفريق بمستوى جيد خلال مرحلة الذهاب؟
بالعكس، مازال أمامنا مشوار طويل وشاق خلال ماتبقى من دورات مرحلة الإياب،ولو كان المستوى التقني بين جميع الأندية متقاربا، حيث لا تفصلنا عن المتزعم سوى نقط قليلة، يمكن تداركها مع توالي الدورات، وأن ذلك لن يتأتى إلا بعودة اللاعبين المصابين ودعم الجمهور الودادي،وأعد الجميع أننا سنرتقي إلى مستوى أفضل خاصة أننا تعودنا على خلق المفاجئة، ولن نتنازل على اللقب والحفاظ عليه ، والنتائج الحالية ماهي إلى سحابة عابرة.
لك صديق لاتفارقه في التداريب ماسر هاته العلاقة؟
تقصد حسين زيدون، لقد تربينا وسط أسرة الوداد ، وتدحرجنا معا عبر جميع الفئات ، زيدون ليس بصديق ، وإنما هو بمثابة الأخ ، وهو بالنسبة لي الصديق الذي أرتاح له ، وأرافقه داخل وخارج الملعب،لأنه إنسان متواضع وصبور ولاعب متألق وابن الدار ، وغير أناني وطبيعي في تصرفاته .
كيف تنظر إلى قانون اللاعب ...؟
داخل الوداد طبق من زمان ، ففي عهد الرئيس الحالي عبد الإله أكرم كل شيء على مايرام ، وتطبيق قانون اللاعب قد شرع فيه هذا الأخير منذ مدة وذلك بصرف كل مستحقات اللاعبين ودعمهم ماديا ومعنويا ، لأن هذا القانون يعد مكسبا كبيرا للاعب المغربي ويروم إلى تحقيق مشوار كروي مليء بالإيجابيات ، وبصراحة مثل هاته الأشياء تجعل منك لاعبا آخر متحمسا للنتائج الإيجابية والانتصارات في كل المبارايات والمحطات المحلية والعربية والقارية.